أموريم: هدف مانشستر من أكثر المفكّرين تكتيكاً شهرة
Thursday, 31-Oct-2024 05:39

غالباً ما يكون هناك ضجيج هادئ يُحيط بالمدربين الصاعدين أثناء تأسيس سمعتهم بعيداً من الأضواء. لكن بالنسبة إلى روبن أموريم، كان الأمر بمثابة صفارة إنذار تُنبّه عالم كرة القدم إلى قدراته التدريبية.

بعد فوزه بلقبٍ ثانٍ في غضون 4 سنوات مع سبورتينغ لشبونة في الموسم الماضي، بلغ هذا الضجيج ذروته. والآن، يسعى مانشستر يونايتد إلى التعاقد معه ويعمل على صفقة لجلبه إلى ملعب «أولد ترافورد».

 

أعاد المدرب أموريم (39 عاماً) سبورتينغ إلى القمة في البرتغال، ولا يبدو أنّ هناك أي علامات على تراجعهم. 9 انتصارات في أول 9 مباريات في الدوري، حافظت على تربّعهم في الصدارة، مع بداية مثالية شهدت تسجيلهم 30 هدفاً واستقبال شباكهم هدفَين فقط.

 

رُبِط أموريم بالانتقال إلى الدوري الإنكليزي الممتاز معظم الموسم الماضي، إذ كان ليفربول ووست هام يونايتد هما الأقرب لذلك، وذكرت The Athletic في نيسان أنّه سافر إلى المملكة المتحدة لمقابلة ممثلين من النادي اللندني.

 

هناك العديد من الأسباب التي تجعله مطلوباً للغاية. وهنا السبب... صعود أموريم كمدرب كان سريعاً ومليئاً بالأحداث.

 

بعدما بدأ مسيرته التدريبية في دوري الدرجة الثالثة مع نادي كازا بيا في عام 2018، انتقل إلى فريق براغا «ب» لمدة 3 أشهر فقط، قبل أن يترقى إلى قيادة الفريق الأول في كانون الثاني 2020.

 

بعد فترة ناجحة بشكل كبير فاز خلالها بـ10 من أصل 13 مباراة، استُقطِب في آذار 2020، من قِبل سبورتينغ الذي كان يبحث عن مدربه الخامس (باستثناء المدربين الموقتين) في أقل من عامَين.

 

تلا ذلك احتلال المركز الرابع في موسم 2019-2020، ثم أحرز النادي لقبه الأول في الدوري منذ 19 عاماً في موسمه الكامل الأول كمدرب. كان عمره حينها 36 عاماً فقط.

 

فاز سبورتينغ أيضاً بكأس الرابطة البرتغالية (Taca da Liga) مرّتَين تحت قيادة أموريم، لكنّ الأبرز كان عودتهم إلى السيطرة المحلية بعد سنوات من الثبات.

 

يتضح هذا من خلال تصنيف Sporting’s ClubElo، وهو مقياس لقوة الفريق يُخصِّص نقاطاً لكل نتيجة، ويعتمد على جودة الخصم. بعد بداية صعبة في مسيرته، أعاد أموريم سبورتينغ إلى وضعية قوية في كرة القدم الأوروبية لأول مرّة منذ أكثر من عقد.

 

أظهر أموريم رغبته في جلب المواهب الشابة إلى الفريق الأول، بما في ذلك غونزالو إيناسيو، ماتيوس نونيز، نونو مينديش، وعثمان ديوماندي، وحسّن من جودة الفريق باستخدام الموارد المتاحة له.

 

انتقل برونو فرنانديش إلى مانشستر يونايتد قبل تعيين أموريم بشهر، لكنّ أمثال مينديش (إلى باريس سان جيرمان)، نونيز (وولفرهامبتون واندررز)، بيدرو بورّو (توتنهام هوتسبير)، مانويل أوغارتي (أيضاً إلى باريس سان جيرمان) وجواو بالينيا (فولهام والآن في بايرن ميونيخ) هم من بين اللاعبين الموهوبين الذين حسّنهم أموريم قبل بيعهم بمبالغ مرتفعة.

 

ظلّ نهج أموريم التكتيكي ثابتاً على الدوام، وكانت تلك الاستمرارية أساس نجاحهم. إذن، ما هو أسلوب لعبه؟

 

على الورق، يلعب سبورتينغ تحت قيادة أموريم بتشكيلة 3-4-3، أو بشكل أكثر تحديداً: 3-4-2-1، معتمداً على استحواذ عالٍ، أساليب هجومية مرنة، وأساس دفاعي قوي.

 

في بناء الهجمات، غالباً يتوزّع لاعبو الوسط عبر خطوط مختلفة لتسهيل التقدّم من خلال وسط الملعب، مع إبقاء الجناحَين عاليَين وعريضَين مسافةً، لتوسيع خط دفاع الخصم. أمامهم، يحتل لاعبا الوسط الهجوميان المساحات بين الخطوط ليبقَيا قريبَين من المهاجم المركزي.

 

عند الخروج من الدفاع، غالباً ما يطلب أموريم من لاعبيه إنشاء تشكيل 4-2-2-2، كما شوهد الموسم الماضي، إذ ينضمّ المدافع المركزي السابق سيباستيان كواتس إلى خط الوسط لخلق زوايا تمرير أفضل لنقل الكرة إلى الأطراف والتقدّم في الملعب.

 

تدعم هذه السلاسة في بناء الهجمة الأرقام من الموسم الماضي، عند النظر إلى عجلة أسلوب لعب سبورتينغ، التي تحدّد كيف يلعب الفريق مقارنةً بأفضل 7 بطولات محلية في أوروبا.

 

تضمن تشكيلة أموريم التناوبية غالباً أنّ سبورتينغ يمكنهم التقدّم من دون انقطاع، كما يُظهر في مقياس «مقاومة الضغط» (98 من 99)، الذي يُسلّط الضوء على عدد اللمسات لكل تدخّل من الخصم في الثلثَين الأولَين من الملعب.

 

يدلّ عدد اللمسات المرتفع إلى قدرة أكبر على اللعب من الخلف، وكان مانشستر سيتي وإنتر ميلان فقط هما الفريقان اللذان تفوّقا على سبورتينغ بمتوسط 74,9 لمسة لكل تدخّل من الخصم في موسم 2023-24.

 

في الحيازة المستقرة، يمكن لفريق أموريم تنويع التقدّم من خلال الثلثَين بتمريرات قصيرة معقّدة أو كرات مباشرة إلى الجناحَين اللذين يمتدان على الملعب.

 

قد لا يبدو تصنيفه في «الدوران» (60 من 99) انعكاساً لفريق يُهَيمن على حيازة الكرة في سياق الدوريات الأوروبية الكبرى، لكنّه يعكس تنوّع لعب سبورتينغ، ومن المحتمل أن يتقدّم بالكرة بسرعة عبر تمريرات في القناة بقدر ما يُعيد تدوير الاستحواذ عبر الملعب.

 

هذا يفسّر أيضاً نتيجة سبورتينغ في «الهجوم الصبور». قد توحي درجة 60 من 99 هنا بنهج هجومي غير واضح، لكنّ هذا المرونة في التباطؤ أو التسريع تمثّل سلاحاً قوياً في ترسانته.

 

على سبيل المثال، لم يسجّل أي فريق في الدوري البرتغالي الممتاز الموسم الماضي بناء هجمات (المحدّدة على أنّها متواليات لعب مفتوحة تحتوي على 10 تمريرات أو أكثر تنتهي بتسديدة أو لمسة في صندوق الجزاء) أكثر من سبورتينغ بـ126 مرّة. ومن الناحية الأخرى، لم يسجّل أي فريق أكثر من الهجمات المباشرة التي ينفّذها سبورتينغ، إذ بلغت 74.

 

حاول قمع سبورتينغ على مسؤوليّتك، فلديهم الأدوات للخروج من معظم المواقف.

 

على سبيل المثال، في مباراة الدوري على أرضهم الموسم الماضي ضدّ فيتوريا غيماريش الذي يلعب بعمق دفاعي، يمكنك رؤية التمريرات الدقيقة بلمسة واحدة من لاعبي الوسط مورتن هولماند، دانيال براجانكا وبيدرو غونزالفيس، بتسلسل يشبه إلى حَدٍّ كبير نمط تمرير «للأعلى - للخلف - للأمام».

 

مع قيام فيكتور غيوكيريس بالركض الثالث في الخلف، تمريرة غونزالفيس تخترق دفاع فيتوريا لتصل إلى اللاعب السويدي الذي ينهي الكرة ببراعة.

الأكثر قراءة